الملح وحده (١).
ولا خلاف بين أهل العلم أن محمدا صلىاللهعليهوسلم بعث إلى الإنس والجن.
أخرج الإمام أحمد في المسند ، عن الأعمش ، عن مجاهد في قوله صلىاللهعليهوسلم : «بعثت إلى الأحمر والأسود. قال : الأحمر : الإنس ، والأسود : الجنّ» (٢).
وقال ابن عباس : كانت الرسل تبعث إلى الإنس خاصة ، ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث إلى الإنس والجن (٣).
قوله تعالى : (يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آياتِي) أي : يقرؤون عليكم كتبي ، (وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) أي : يخوّفونكم بيوم القيامة ، (قالُوا شَهِدْنا) أي : أقررنا (عَلى أَنْفُسِنا) أو شهد بعضنا على بعض بإنذار الرسل.
ثم أخبر الله تعالى عن حالهم فقال : (وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَشَهِدُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كانُوا كافِرِينَ).
قال مقاتل (٤) : حين شهدت عليهم جوارحهم بالشرك والكفر.
(ذلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى بِظُلْمٍ وَأَهْلُها غافِلُونَ (١٣١) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ)(١٣٢)
قوله تعالى : (ذلِكَ) إشارة إلى بعثة الرسل وإنذارهم سوء العاقبة ، وهو خبر
__________________
(١) انظر : الطبري (٨ / ٣٦) ، والماوردي (١ / ١٧٠) ، وزاد المسير (٣ / ١٢٥).
(٢) أخرجه أحمد (٥ / ١٤٥ ح ٢١٣٣٧).
(٣) زاد المسير (٣ / ١٢٥).
(٤) تفسير مقاتل (١ / ٣٧١).