أليق ، وبطائفتهم أعبق.
وأما الأثر الذي ذكره ونسبه إلى عبد الله بن عمرو ؛ فغير ثابت عند أهل العلم بالحديث ، ولا احتجّ علماء السنة به على إخراج المذنبين من أهل التوحيد من النار ، ونسبته ذلك إلينا فرية بلا مرية ، وإنما احتجوا بكتاب الله وسنّة رسوله صلىاللهعليهوسلم الصريحة الواردة على ألسنة الثقاة الأثبات ، وإجماع الأمة قبل انخزال طواغيتهم في الاعتزال عن مجلس الحسن البصري.
وأما ما زعمه [عن](١) صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن له القدم الراسخ في العلم والدين ، عبد الله بن عمرو ، فنفثة مصدور ، تدل على خبث طويته ، وسوء عقيدته ، في أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم الذين اصطفاهم الله تعالى من عباده لصحبة نبيه صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو العباس الخضر بن كامل بن سالم قراءة عليه وأنا أسمع سنة ست وستمائة بظاهر دمشق ، أبنا أبو الدر ياقوت بن عبد الله مولى ابن البخاري التاجر ، أبنا أبو محمد عبد الله بن محمد [الصريفيني](٢) ، أبنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، أبنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، ثنا عبد الله بن عمران العابدي المخزومي ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن عبيدة بن أبي رائطة ، عن عبد الرحمن بن عبد الله (٣) ، عن عبد الله بن [مغفل](٤) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الله الله في أصحابي
__________________
(١) زيادة على الأصل.
(٢) في الأصل : الريفيني. وهو خطأ. انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء (١٨ / ٣٣٠).
(٣) وقيل : عبد الرحمن بن زياد. انظر ترجمته في : ميزان الاعتدال (٤ / ٢٨٢) ، وتهذيب التهذيب (٦ / ١٦٠).
(٤) في الأصل : عقيل. والمثبت من الترمذي (٥ / ٦٩٦). وانظر ترجمته في : الإصابة (٤ / ٢٤٢) ، وسير أعلام النبلاء (٢ / ٤٨٣ ـ ٤٨٥) ، وتهذيب التهذيب (٦ / ٣٨).