قال محارب بن دثار : كان عم لي يأتي المسجد ، قال : فمررت بدار عبد الله بن مسعود ، فسمعته يقول : اللهم إنك قد دعوتني فأجبت ، وأمرتني فأطعت ، وهذا سحر فاغفر لي ، فسألته عن ذلك فقال : إن يعقوب أخّر بنيه إلى السحر بقوله : (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي)(١).
قال وهب بن منبه : كان يستغفر لهم كل ليلة جمعة ، نيفا وعشرين سنة (٢).
قال أنس بن مالك : قالوا يا أبانا إن عفا الله عنا ، وإلا فلا قرة عين لنا في الدنيا ، فدعا يعقوب وأمّن يوسف ، فلم يجب فيهم عشرين سنة ، ثم جاء جبريل ، فقال : إن الله تعالى قد أجاب دعوتك في ولدك ، وعفا عما صنعوا ، واعتقد من بعد مواثيقهم (٣) على النبوة (٤).
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ (٩٩) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (١٠٠)
__________________
ـ (٤ / ٢٨٧).
(١) أخرجه الطبري (١٣ / ٦٤) ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٢٠٠).
(٢) زاد المسير (٤ / ٢٨٧).
(٣) في زاد المسير : مواثيقهم من بعدهم ، وفي الطبري : مواثيقهم من بعدك.
(٤) أخرج نحوه الطبري (١٣ / ٧٤). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٢٨٧ ـ ٢٨٨).