ويروى عن ابن عباس : أن الضمير في قوله : «معقبات» لرسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
قال عبد الرحمن بن زيد : نزلت هذه الآية في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة (٢).
قال الأستاذ أبو إسحاق : وكان من قصتهما على ما رواه السائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : «أقبل عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة العامريان يريدان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال عامر : يا محمد! ما لي إن أسلمت؟ قال : لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم. قال : تجعل لي الأمر بعدك؟ قال : ليس ذلك لي ، إنما ذلك إلى الله تعالى يجعله حيث شاء. قال : أفتجعلني على الوبر وأنت على المدر؟ قال : لا. قال : فماذا تجعل لي؟ قال : أجعل لك أعنّة الخيل تغزو عليها. قال : أو ليس ذلك إليّ اليوم؟ ثم قال : قم يا محمد معي أكلمك ، فقام معه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أومأ إلى أربد إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ويراجعه ، فدار أربد من خلف رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليضربه بالسيف فاخترط من سيفه شبرا ، ثم منعه الله تعالى فلم يقدر على سلّه ، وجعل عامر يومئ إليه ، فالتفت رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه ، فقال : اللهم اكفنيهما بما شئت ، فأرسل الله على أربد صاعقة فأحرقته ، وولى عامر هاربا يقول : والله يا محمد لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : يمنعك الله وأبناء قيلة
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم (٧ / ٢٢٢٩). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣١٠) ، والسيوطي في الدر (٤ / ٦١٢) وعزاه لابن المنذر والطبراني وأبي الشيخ وابن مردويه.
(٢) أخرجه الطبري (١٣ / ١١٩) وما بعدها ، وابن أبي حاتم (٧ / ٢٢٢٩). وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣١١).