قوله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) ذهب جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم إلى القول بعمومها في كل شيء ، حتى في الرزق ، والأجل ، والسعادة والشقاوة ، حتى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول : اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبت عليّ الذنب والشقاوة فامحني ، وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب (١).
وروي نحوه عن ابن مسعود (٢).
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أنها على عمومها ، إلا في الشقاوة والسعادة والحياة والموت (٣).
قرأت على القاضي أبي محمد عبد المجير بن محمد بن عشائر الموصلي بحلب ، أخبركم الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي فأقر به ، ثنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن [البطر](٤) ، ثنا عمر بن محمد بن عبد الواحد الزاهد ، ثنا أحمد بن عبد الله ، ثنا [عبيد الله](٥) بن موسى ، ثنا ابن أبي ليلى (٦) ، عن المنهال بن
__________________
(١) أخرجه الطبري (١٣ / ١٦٨). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٦٦١) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٢) أخرجه الطبري (١٣ / ١٦٨). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٦٦٤) وعزاه لابن المنذر والطبراني.
(٣) أخرجه الطبري (١٣ / ١٦٦). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٦٦٥) وعزاه له.
(٤) في الأصل : النطر. وانظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء (١٩ / ٤٦).
(٥) في الأصل : عبد الله. وانظر ترجمته في : تهذيب التهذيب (٧ / ٤٦ ـ ٤٧) ، والتقريب (ص : ٣٧٥).
(٦) محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري ، أبو عبد الرحمن الكوفي ، قاضي الكوفة ، كان فقيها صدوقا ، عالما بالقرآن ، مات سنة ثمان وأربعين ومائة (تهذيب التهذيب ٩ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩ ، والتقريب ـ