به ، (وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) أي : وقد كنتم تكذبون ؛ لأن استعجالهم كان على جهة التكذيب والإنكار.
وقرأت على الشيخين أبي البقاء وأبي عمرو الياسري لأبي جعفر من طريق النهرواني ، ولنافع من رواية ورش «آلان» بحذف الهمزة وإلقاء حركتها على اللام حيث وقع (١). وقد سبق القول على معناه في سورة البقرة عند قوله : (قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِ) [٧١].
(ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا) زيادة في عذابهم ، وقطعا لأطماعهم ، وما عساه يتوهمونه من احتمال مزايلة العذاب ، (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ) وهو الدوام (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من الكفر والآثام.
قوله تعالى : (وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ) أي : ويستخبرونك على وجه الاستهزاء فيقولون : أحق هو؟ يعنون : العذاب والبعث ، (قُلْ إِي وَرَبِّي) أي : نعم وربي.
وفتح الياء من «ربي» نافع وأبو عمرو ، وأسكنها الخمسة الباقون (٢).
(إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) بفائتين العذاب ، وهو لاحق بكم لا محالة.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ ما فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٥٤) أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلا إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٥٥)
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٣٣) ، والكشف (١ / ٩١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٠) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣٢٧).
(٢) إتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٢).