ارجع إلى قومك ، فرجع إليهم ، فرموه بالحجارة وأخرجوه ، فقال له النبي : ارجع إلى قومك ، فرجع فكذبوه ، فوعدهم العذاب فقالوا : كذبت ، فلما كذّبوه وكفروا بالله وجحدوا كتابه ، دعا عند ذلك ربه على قومه فقال : يا رب! إن قومي أبوا إلا الكفر ، فأنزل عليهم نقمتك ، فأوحى الله تعالى إليه أني أنزل بقومك العذاب ، قال : فخرج عنهم يونس وأوعدهم العذاب بعد ثلاثة أيام ، وأخرج أهله وانطلق ، فصعد جبلا ينظر إلى أهل نينوى ويترقب العذاب ، فجاءهم العذاب وعاينوه ، فأنابوا إلى الله تعالى ، فكشف عنهم العذاب ، فلما رأى ذلك جاءه إبليس فقال : يا يونس إنك إن رجعت إلى قومك اتّهموك وكذّبوك ، فذهب مغاضبا لقومه ، فانطلق حتى أتى شاطئ دجلة ، فركب سفينة ، فلما توسطت الماء أوحى الله تعالى إليها أن اركدي ، فركدت السفينة ، والسفن تمرّ يمينا وشمالا فقالوا : ما نال سفينتكم؟ فقالوا : لا ندري ، قال يونس : أنا أدري ، قالوا : فما حالها؟ قال : فيها عبد آبق من ربه ، فلا تسير حتى تلقوه في الماء ، قالوا : ومن هو؟ قال : أنا وعرفوه ، قالوا : أما أنت فليس نلقيك ، والله ما نرجوا منها النجاة إلا بك ، قال : فاقترعوا فمن قرع فألقوه في الماء ، قال : فاقترعوا فقرعهم يونس ، فأبوا أن يلقوه ، قال : فاقترعوا الثانية فقرعهم ، قال : فاقترعوا الثالثة فقرعهم فقال : ألقوني في الماء.
وفي رواية : قال : يا قوم ، اطرحوني في الماء وانجوا ، فقام القوم فاحتملوه شبه المشفقين عليه ، فقال : ايتوا بي صدر السفينة ، ففعلوا ، فلما أشرفوا ليلقوه فإذا الحوت فاتح فاه ، فلما رأى ذلك قال : أي قوم ردوني إلى مؤخر السفينة ، ففعلوا ، فلما أشرفوا ذهبوا يطرحونه فاستقبله الحوت فاتحا فاه ، فلما رأى جوفه وهوله قال : يا قوم ردوني إلى وسط السفينة ، ففعلوا فاستقبله ، فقال : ردوني إلى الجانب الآخر ،