وَبِاللَّيْلِ) أي : نهارا وليلا. ثم وبخهم فقال : (أَفَلا تَعْقِلُونَ).
(وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٩) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (١٤٠) فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ (١٤١) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (١٤٢) فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ (١٤٣) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤٤) فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (١٤٥) وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (١٤٦) وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (١٤٧) فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ) (١٤٨)
قوله تعالى : (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) : سمعت شيخنا موفق الدين أبا محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه يقول : أخبرنا أبو العباس أحمد بن المبارك بن سعد ، أخبرنا جدي لأمي أبو المعالي ثابت بن بندار ، أخبرنا أبو علي بن دوما ، أخبرنا (١) أبو علي الباقرحي ، أخبرنا الحسن بن علوية ، أخبرنا إسماعيل ، أخبرنا إسحاق بن بشر ، أخبرنا سعيد ، عن قتادة ، عن الحسن : أن يونس عليهالسلام كان مع نبي من أنبياء بني إسرائيل ، فأوحى الله إليه أن ابعث يونس إلى أهل نينوى (٢) يحذرهم عقوبتي ، قال : فمضى يونس على كره منه ، وكان رجلا حديدا شديد الغضب ، قال : [فأتاهم](٣) فحذّرهم وأنذرهم ؛ فكذبوه وردّوا عليه نصيحته ، ورموه بالحجارة وأخرجوه ، فانصرف عنهم ، فقال له نبي بني إسرائيل :
__________________
(١) قوله : «أخبرنا» مكرر في الأصل.
(٢) نينوى : هي قرية يونس بن متّى عليهالسلام بالموصل ، وبسواد الكوفة ناحية يقال لها : نينوى ، منها كربلاء التي قتل بها الحسين رضي الله عنه (معجم البلدان ٥ / ٣٣٩).
(٣) في الأصل : فأتهم. والصواب ما أثبتناه.