الألمعيّ الذي يظنّ بك ال |
|
ظن كأن قد رأى وقد سمعا (١) |
ولم يرد.
ويجوز أن يكون المراد بالمحسنين : الذين يعملون الحسنات ، ثم خص هذه الخصال الثلاث بالذّكر ؛ لموضع اختصاصها بالفضل.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٦) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(٧)
قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) قال ابن السائب ومقاتل (٢) : كان النضر بن الحارث يخرج تاجرا إلى فارس ، فيشتري كتبا فيها أخبار الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشا ، ويقول لهم : إن محمدا يحدثكم حديث عاد وثمود ، وأنا أحدثكم حديث رستم [واسفنديار وأخبار](٣) الأكاسرة ، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن ، فنزلت هذه الآية (٤).
__________________
(١) البيت لأوس بن حجر. انظر : ديوانه (ص : ٥٣) ، واللسان (مادة : حظرب ، لمع) ، والبحر (٧ / ١٧٩) ، والدر المصون (٥ / ٣٨٦) ، والخصائص (٢ / ١١٢).
(٢) تفسير مقاتل (٣ / ١٨).
(٣) في الأصل : واسفندار وأخبا. والصواب ما أثبتناه. وانظر : مصادر التخريج.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٤ / ٣٠٥) عن ابن عباس. وذكره الواحدي في أسباب نزول القرآن (ص : ٣٥٦) ، والوسيط (٣ / ٤٤٠ ـ ٤٤١) ، والماوردي (٤ / ٣٢٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣١٥ ـ ٣١٦) ، والسيوطي في الدر (٦ / ٥٠٣) وعزاه للبيهقي في الشعب عن ابن عباس.