الْعِزَّةِ) أي : مالك العزة.
وقال صاحب الكشاف (١) : أضيف الرب إلى العزة لاختصاصه بها ، كأنه قيل : ذو العزة ، كما تقول : صاحب صدق ؛ لاختصاصه بالصدق. ويجوز أن يراد ما من عزة لأحد من الملوك وغيرهم إلا وهو ربها ومالكها ، كقوله تعالى : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) [آل عمران : ٢٦].
ولما اشتملت هذه السورة على ذكر ما قاله المشركون في الله عزوجل ونسبوا إليه ما هو سبحانه وتعالى منزّه عنه ، وما عاناه المرسلون صلوات الله عليهم من جهتهم ، وما خولوه في العاقبة من النصرة عليهم ؛ ختمها بجوامع ذلك من تنزيه ذاته عما وصفه به المشركون ، والتسليم على المرسلين ، (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) على ما قيّض لهم من حسن العواقب.
وفي حديث أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم غير مرة ولا مرتين يقول في آخر صلاته أو حين ينصرف : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ) ... إلى آخر السورة» (٢).
وهو حديث ثابت من طرق ، أحسنها ما أخبرنا به أبو المجد محمد بن محمد بن أبي بكر الكرابيسي ، أخبرنا الشيخان أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل بن محمد وابن عمه أبو سعيد المطهر بن عبد الكريم بن محمد قالا : أخبرنا عبد الرحمن حمد الدوني ، أخبرنا القاضي أبو نصر الدينوري ، أخبرنا أبو بكر السني الحافظ ، أخبرني
__________________
(١) الكشاف (٤ / ٧١).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (١ / ٢٦٩ ح ٣٠٩٧).