وقال غيره : يقال : شرقت الشمس ولما تشرق.
وقد روي عن ابن عباس أنه [فسّر](١) التسبيح بالإشراق في هذه الآية بصلاة الضحى (٢). وقال : حدثتني أم هانئ : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ، ثم صلّى الضحى وقال : يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق» (٣).
(وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً) أي : مجموعة إليه تسبّح الله تعالى معه.
قال ابن عباس : كان إذا سبّح جاوبته الجبال بالتسبيح ، واجتمعت إليه الطير فسبّحت ، فذلك حشرها (٤).
(كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ) أي : كل واحد من الجبال والطير رجّاع إلى طاعة داود وأمره ، أو كل لأجل داود ، أي : لأجل تسبيحه مسبّح ، لأنها كانت تسبّح بتسبيحه.
وقيل : الضمير في «له» يرجع إلى الله تعالى ، على معنى : كل واحد من داود والجبال والطير لله تعالى أواب.
(وَشَدَدْنا مُلْكَهُ) قوّيناه بالجنود والعدد والعدد وإلقاء الرهبة والرغبة في قلوب الناس له.
قال ابن عباس : كان يحرسه كل ليلة ستة وثلاثون ألف رجل ، فإذا أصبح قيل :
__________________
(١) في الأصل : قر. والتصويب من الوسيط (٣ / ٥٤٣).
(٢) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٤٣).
(٣) أخرجه الحاكم (٤ / ٥٩ ح ٦٨٧٣) ، والطبراني في الكبير (٢٤ / ٤٠٦ ح ٩٨٦) ، والأوسط (٤ / ٢٩٦ ح ٤٢٤٦). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٧ / ٩٩) وعزاه للطبراني في الأوسط وقال : فيه أبو بكر الهذلي ، وهو ضعيف.
(٤) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٥٤٤).