(وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ)(٢١)
قوله تعالى : (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) قيل : إن الخصمين كانا من الإنس ، وكانت الخصومة على الحقيقة بينهما ؛ إما كانا خليطين في الغنم ، وإما كان أحدهما له نسوان كثيرة من المهائر (١) والسراري ، والثاني ما له إلا امرأة واحدة ، فاستنزله عنها.
والصحيح (٢) والمشهور : أن السبب في امتحان داود عليهالسلام : ما حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه في ذي القعدة سنة خمس وستمائة ، قال : أخبرنا أحمد بن المبارك ، أخبرنا ثابت بن بندار ، أخبرنا أبو علي بن دوما ، أخبرنا مخلد بن جعفر ، أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا إسماعيل بن عيسى (٣) ، أخبرنا إسحاق بن بشر (٤) ، قال : وأخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كان داود عليه الصلاة والسلام قد قسم الدهر على أربعة أقسام ، فيوم لنبي إسرائيل يدارسهم العلم
__________________
(١) المهائر : الحرائر (اللسان ، مادة : مهر).
(٢) وقد أشار المؤلف رحمهالله في آخر القصة أن جماعة من المحققين أنكروا صحة هذه الروايات ، وهو الصحيح.
(٣) إسماعيل بن عيسى البغدادي العطار ، ضعفه الأزدي وصححه غيره ، مات في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائتين (تاريخ بغداد ٦ / ٢٦٢ ، ولسان الميزان ١ / ٤٢٦).
(٤) إسحاق بن بشر بن محمد بن عبد الله بن سالم ، أبو حذيفة البخاري ، مولى بنى هاشم. ولد ببلخ واستوطن بخارى فنسب إليها ، وهو صاحب كتاب «المبتدأ» وكتاب «الفتوح» ، متروك الحديث رمى بالكذب ، توفي يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة ست ومائتين (تاريخ بغداد ٦ / ٣٢٦).