يؤنّث ويذكّر (١) ، وقد ذكر فيما مضى.
ويجوز عندي : أن يعود الضمير إلى «الآخرة» ، فإن تكذيبهم بها واستهزاءهم بما كانوا يتوعدون به فيها متداول مشهور بينهم.
قوله تعالى : (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِ) أي : على المشتري لهو الحديث. وفي قوله : (كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها) تحقيق لمعنى استكباره وعدم مبالاته بالله تعالى وآياته.
(كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً) أي : ثقلا. والجملتان المصدريتان ب «كأنّ» مستأنفتان.
ويجوز أن يكون الأولى حالا من «مستكبرا» ، والثانية حالا من «لم يسمعها» ، والأصل في كأن المخففة : كأنّه ، والضمير ضمير الشأن (٢).
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خالِدِينَ فِيها وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٩) خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (١١) وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(١٢)
وما بعده مفسّر إلى قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ).
__________________
(١) انظر : التبيان (٢ / ١٨٧) ، والدر المصون (٥ / ٣٨٦).
(٢) هذا قول الزمخشري في الكشاف (٣ / ٤٩٨). وانظر : التبيان (٢ / ١٨٧) ، والدر المصون (٥ / ٣٨٦).