له الحديد كالطين ، فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة ، فلما انتهت لبسها ، وقال : نعم لبوس الحرب أنت ، فقال لقمان : الصمت حكم وقليل فاعله ، فقال له داود : بحقّ ما سميت حكيما (١).
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد (٢) له بإسناده عن مالك بن دينار قال : قال لقمان لابنه : يا بني! اتخذ طاعة الله تعالى تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.
وبإسناده عن أبي عثمان ـ رجل من أهل البصرة يقال له : الجعد (٣) ـ قال : قال لقمان لابنه : لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهد فيك (٤).
وبإسناده عن عبيد بن عمير قال : قال لقمان لابنه وهو يعظه : يا بني! اختر المجالس على عينك ، فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله عزوجل فاجلس معهم ، فإن تك عالما ينفعك علمك ، وإن تك عييا يعلموك ، وإن يطلع الله تعالى إليهم برحمة تصيبك معهم.
يا بني! لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر فيه الله عزوجل ، فإنك إن تكن عالما لا ينفعك علمك ، وإن تك عيّا يزيدوك عيا ، وإن يطلع الله عزوجل بعد ذلك
__________________
(١) أخرج نحوه الحاكم (٢ / ٤٥٨ ح ٣٥٨٢) ، والبيهقي في الشعب (٤ / ٢٦٤ ح ٥٠٢٦) كلاهما من حديث أنس. وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥١٣) وعزاه للعسكري في الأمثال والحاكم والبيهقي في الشعب عن أنس.
(٢) الزهد (ص : ٦٤).
(٣) كذا في البداية والنهاية (٢ / ١٢٧) ، وفي الدر المنثور (٦ / ٥١٦) : الجعدي.
(٤) أخرجه أحمد في الزهد (ص : ١٣٢) ، وعبد الرزاق في مصنفه (١١ / ١٣٨ ح ٢٠١٣٥) ، وابن المبارك في الزهد (ص : ٤٨٤ ح ١٣٧٤).