قال أبو علي (١) : من قرأ بالتخفيف ؛ فلأنه اسم مثل : عذاب ونكال وشراب وهو بارد ضد الحميم يحرق كما يحرق الحميم.
فأما من قرأ «وغسّاق» بالتشديد فلا يخلو من أن [يكون](٢) اسما أو صفة ، فيبعد أن يكون اسما ، [لأن](٣) الأسماء لم تجئ على هذا الوزن إلا قليلا ، وذلك الكلّاء (٤) [والقذّاف](٥) والجبّان (٦) ، وإن كان صفة من غسق يغسق : إذا سأل ، مثل : ضرّاب من ضرب يضرب ، فقد أقيم مقام الموصوف ، وأن لا تقام الصفة مقام الموصوف أحسن ، إلا [أن](٧) يكون صفة قد غلبت وأجري مجرى الأسماء ، نحو : العبد ، والأبطح.
والقراءة بالتخفيف أحسن ؛ لسلامته من الأمرين اللذين وصفناهما في المشدد ، وهما قلة البناء ، وإقامة الصفة مقام الموصوف.
__________________
(١) الحجة (٣ / ٣٣٠ ـ ٣٣١).
(٢) زيادة من الحجة (٣ / ٣٣٠).
(٣) في الأصل : فإن. والمثبت من الحجة ، الموضع السابق.
(٤) الكلّاء : مرفأ السفن ، وهو عند سيبويه فعّال ، مثل : جبّار ، لأنه يكلأ السفن من الريح ، وعند أحمد بن يحيى : فعلاء ، لأن الريح تكلّ فيه ، فلا ينخرق ، وقول سيبويه مرجّح ، ومما يرجحه أن أبا حاتم ذكر أن الكلّاء مذكر لا يؤنثه أحد من العرب (انظر : لسان العرب ، مادة : كلأ).
(٥) في الأصل : والقذا. والتصويب من الحجة (٣ / ٣٣٠). والقذّاف : جمع ، وهو الذي يرمى به الشيء فيبعد ، والقذّاف : المنجنيق وهو الميزان (لسان العرب ، مادة : قذف).
(٦) الجبّان : الصحراء ، وتسمى بها المقابر ؛ لأنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه ، والجبّان : ما استوى من الأرض في ارتفاع ، ويكون كريم المنبت (لسان العرب ، مادة : جبن).
(٧) زيادة من الحجة (٣ / ٣٣١).