وقيل : اختصامهم ما يروى عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «رأيت ربي عزوجل فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت : أنت أعلم يا رب ، قال : في الكفارات والدرجات. فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الأقدام إلى الجماعات ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة. وأما الدرجات فإفشاء السّلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام» (١).
قوله تعالى : (إِنْ يُوحى إِلَيَ) أي : ما يوحى إلي (إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ).
قال الفراء (٢) : المعنى : ما يوحى إليّ إلا أني نبي ونذير مبين أبيّن لكم ما تأتون من الفرائض والسنن ، وما تدعون من الحرام والمعصية.
وقرأت لأبي جعفر : «إلّا إنّما» بكسر الهمزة على الحكاية (٣) ، على معنى : إن يوحى إليّ إلا هذا القول وهو إذ أقول لكم إنما أنا نذير مبين.
(إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١) فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣) إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤) قالَ يا إِبْلِيسُ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥) قالَ أَنَا خَيْرٌ
__________________
ـ (٧ / ٢٠٢) وعزاه لأبن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، ومن طريق آخر عن قتادة، وعزاه لعبد بن حميد ومحمد بن نصر وابن جرير.
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٥ / ٣٤٢ ح ٥٤٩٦).
(٢) معاني الفراء (٢ / ٤١٢).
(٣) النشر (٢ / ٣٦٢) ، والإتحاف (ص : ٣٧٤).