وسلّم أمرك إلى الله تعالى ، والمراد : التوكل عليه والتفوض إليه.
(فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى) هو مفسر في البقرة (١).
(وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٣) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (٢٤) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٥) لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٦) وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢٧) ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(٢٨)
وما بعده مفسر إلى قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ) سبب نزولها : ما روى سعيد بن جبير عن ابن عباس : أن أحبار اليهود قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أرأيت قول الله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) [الإسراء : ٨٥] إيانا يريد أم قومك؟ فقال : كلا ، فقالوا : ألست تتلو فيما جاءك أنا قد أوتينا التوراة فيها تبيان كل شيء؟ فقال : إنها في علم الله تعالى قليل ، فنزلت هذه الآية (٢).
والمعنى : ولو أن أشجار الأرض أقلام والبحر ممدود بسبعة أبحر ، وكتبت
__________________
(١) عند الآية رقم : ٢٥٦.
(٢) أخرجه الطبري (٢١ / ٨١) ، وابن أبي حاتم (٩ / ٣١٠٠). وذكره السيوطي في الدر (٦ / ٥٢٦) وعزاه لابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم ، والواحدي في أسباب نزول القرآن (ص : ٣٥٨) ، والماوردي (٤ / ٣٤٤).