الأرض.
(ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) أي : يعود إليه الأمر والتدبير حين ينقطع أمر الأمراء وأحكام الحكام وينفرد الله تعالى بالأمر ، (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) وذلك في القيامة ؛ لأن كل يوم من أيام الآخرة كألف سنة.
وقال مجاهد : يقضي أمر ألف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى الملائكة ، فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ، ثم كذلك أبدا (١).
فعلى هذه الأقوال : المراد : تدبير أمر الدنيا.
قال الزجاج (٢) : ومعنى : «ثم يعرج» : يصعد ، يقال : عرجت في السّلّم أعرج ، ويقال : عرج الرجل يعرج ؛ إذا صار أعرج (٣).
(الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٩) وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)(١١)
قوله تعالى : (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢١ / ٩٢ ـ ٩٣).
(٢) معاني الزجاج (٤ / ٢٠٤).
(٣) انظر : اللسان (مادة : عرج).