قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (١٧)
قوله تعالى : (إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها) وعظوا وخوّفوا بها (خَرُّوا سُجَّداً) سقطوا على وجوههم ساجدين ، (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) قالوا : سبحان الله وبحمده ، (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن تعفير وجوههم لله تعالى.
(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) ترتفع وتنبو عنها ، من قولك : جفا الشيء عن الشيء وتجافا عنه ؛ إذا نبا عنه ولم يلزمه (١).
والمضاجع : فرش النوم ، ومنه قول عبد الله بن رواحة :
يبيت يجافي جنبه عن فراشه |
|
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع (٢) |
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) حال (٣) ، على معنى تتجافى جنبهم داعين ربهم (خَوْفاً وَطَمَعاً) لأجل خوفهم من عقابه وطمعهم في ثوابه.
قال عطاء ومجاهد : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخرة (٤).
أخرج الترمذي عن أنس في قوله تعالى : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) قال :
__________________
(١) انظر : اللسان (مادة : جفا).
(٢) البيت لعبد الله بن رواحة ، وهو في : البحر (٧ / ١٩٧) ، والدر المصون (٥ / ٣٩٨) ، والطبري (٢١ / ١٠٢) ، والقرطبي (٥ / ٢٠٩ ، ١٤ / ١٠٠ ، ١٥ / ٥٢) ، والماوردي (٤ / ٣٦١) ، وزاد المسير (٥ / ٣٦٢) ، وروح المعاني (٢٣ / ٤٨).
(٣) انظر : التبيان (٢ / ١٩٠) ، والدر المصون (٥ / ٣٩٨).
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٩ / ٣١٠٦) عن أنس رضي الله عنه. وذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ٤٥٣) ، والسيوطي في الدر (٦ / ٥٤٥ ـ ٥٤٦) وعزاه للفريابي وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أنس بن مالك. ومن طريق آخر عن ابن عباس ، وعزاه لابن مردويه.