«نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى : العتمة» (١).
وأخرج أبو داود عنه قال : «كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء يصلون» (٢).
وقال أبو الدرداء : هم الذين يصلون العشاء والصبح في جماعة (٣).
وقال الحسن وكثير من المفسرين : هم المتهجدون بالليل (٤) ، وهو اختيار الزجاج (٥) ؛ لقوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) قال : لما كان قيام الليل عملا يستسرّ الإنسان به جعل لفظ ما يجازى عليه أخفى.
وفي الحديث : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال لمعاذ بن جبل : إن شئت أنبأتك بأبواب الخير؟ قلت : أجل يا رسول الله. قال : الصوم جنّة ، والصدقة تكفر الخطيئة ، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغي وجه الله. قال : ثم قرأ هذه الآية : (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ)(٦).
قوله تعالى : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) قرأ حمزة ويعقوب والحلبي عن عبد الوارث عن أبي عمرو : «أخفي» بسكون الياء ، وحرّكها الباقون
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٣٤٦ ح ٣١٩٦).
(٢) أخرجه أبو داود (٢ / ٣٥ ح ١٣٢١) وفيه : «يتيقظون» ، بدل : «يتنفلون».
(٣) ذكره الماوردي (٤ / ٣٦٣) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٦ / ٣٣٩).
(٤) أخرجه الطبري (٢١ / ١٠١). وذكره الواحدي في أسباب النزول (ص : ٣٦٢) ، والسيوطي في الدر (٦ / ٥٤٨) وعزاه لابن نصر وابن جرير.
(٥) انظر : معاني الزجاج (٤ / ٢٠٧).
(٦) أخرجه الترمذي (٥ / ١١ ح ٢٦١٦) ، وأحمد (٥ / ٢٣١ ح ٢٢٠٦٩) ، والحاكم (٢ / ٤٤٧ ح ٣٥٤٨).