فإنّ هذا الشخص وثّقه جميع علماء العامة ـ نقلا عن أحمد إمام الحنابلة الذي وثّقه مرّتين ـ فقالوا عنه : «ثقةٌ ثقة». وكذلك المزّي في تهذيبه (١) والخطيب البغدادي في تاريخه (٢) فقد كرّرا هذا اللفظ فيه ثلاث مرّات بلفظ : «ثقةٌ ثقةٌ ثقةٌ». نأتي هنا فنقول : ما الذي امتاز به هذا الشخص حيث أصبح محلّ تقدير وتبجيل علماء العامّة؟
فقد اتّفق جميع علماء العامّة على أنّ حريز كان ملازماً على سبّ أمير المؤمنين عليهالسلام حتّى قال الحسن بن علي الخلاّل : «سمعت عمران بن أياس يقول : سمعت حريز بن عثمان يقول : لا أحبّه قتل آبائي ، يعني عليّاً. وقال أحمدبن سعيد الدارمي عن أحمد بن سليمان المروزي : سمعت إسماعيل ابن عيّاش قال : عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكّة فجعل يسبّ عليّاً ويلعنه». هذا ما ذكره العسقلاني في تهذيب التهذيب (٣) والمزّي في تهذيب الكمال (٤) في ترجمة حريز ، وكذلك ابن حجر نقلا عن قول يحيى بن صالح (٥).
وقال ابن حبّان : «كان يلعن عليّاً بالغداة سبعين مرّة وسبعين مرّة بالعشي ، فقيل له في ذلك ، فقال : هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي» (٦) ، والجوزجاني المعروف بالسعدي وهو أحد شيوخ الترمذي وأبي داود والنسائي وكان من غلاة النواصب بل قالوا : إنّه حريزي المذهب على رأي حريزبن عثمان وطريقته في النّصب ... وزاد عليه بالتعصّب في الجرح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تهذيب الكمال: ٥ / ٥٧٣.
(٢) تاريخ بغداد: ٨ / ٢٦٨ ـ ٢٦٩.
(٣) تهذيب التهذيب: ٢ / ٢٠٩.
(٤) تهذيب الكمال: ٥ / ٥٧٦.
(٥) تهذيب التهذيب: ٢ / ٢١٠.
(٦) كتاب المجروحين لابن حبّان: ١ / ٢٦٨.