فإنّ أمثال حريز ممّن نالوا من أهل البيت عليهمالسلام ليسوا بالقليل ولكن مع هذا فقد وثّقوا من قبل أبناء العامّة وكانوا من الرواة المعتبرين من الكتب الخمسة المعتبرة لدى الصحاح الستّة.
فمع مراجعة كتاب تقريب التهذيب لابن حجر العسقلاني نستطيع أن نتوصّل بسهولة إلى موارد عديدة من هذا القبيل ، حيث ذكروا في تراجم رجالهم عبارات مثل : (ينال من عليّ ، يقع في عليٍّ ، ينتقص عليّاً ، يشتم عليّاً ، يسبّ عليّاً ، يلعن و ...) وكلّ هذه تدلّ على بغضهم لآل الرسول(صلى الله عليه وآله) ، ولكن الحافظ الكبير والشخصية المتميّزة وصدر علماء العامّة يذكر في حقّ أمثال هؤلاء الرواة من الرجال عبارة : «فلان ناصبي ثقةٌ ، وفلان ناصبي ثقة ...»!
ويبدو من ذلك أنّه لا يقدح عنده شيء في عدالة ووثاقة من نصب العداءلأهل البيت عليهمالسلام وعلى رأسهم أمير المؤمنين عليهالسلام.
والعكس من ذلك فيما إذا نال أحدٌ من أمثال (عكرمة)(١) و (حمّاد بن سلمة)(٢) بكلمة فإنّه يطعن في إسلامه.
وللاطلاع على مزيد من هذا القبيل من الرواة الثقاة والمعتمدين لديهم يمكن مراجعة مقدّمة كتاب دلائل الصدق وكتاب الإفصاح للشيخ المظفّر رحمهالله وكتاب أمان الأمّة لآية الله العظمى الصافي الگلبايگاني وكتاب العتب الجميل للعثور على موارد عديدة في هذا المجال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) انظر مجلّة تراثنا العدد الثالث عشر في شأن هذا الراوي ، فاطمة الزهراء عليهماالسلام للعلاّمة الأميني التعليقة الثالثة.
(٢) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب : ٧ / ٢٧٠.