الذهبي(١) وعدم عدالته في انتقاء وتقييم الأحاديث :
من بين علماء العامّة الذين اتّخذوا التعصّبات الطائفية في تقييمهم للأحاديث هو الذهبي الرجالي والمؤرّخ الشهير ، فإنّ ملاكه في تقييم الروايات هو أن لا يصحّح الروايات التي فيها فضيلة لأمير المؤمنين عليهالسلام ما استطاع ، بل يضعّف الراوي لتلك الرواية ويعدّه كاذباً حتّى وإن عدّ هذا الراوي صادقاً وثقة في غير روايات فضائل أهل البيت عليهمالسلام.
وكان آخر أسلوب قد لجأ إليه في تضعيف الروايات هو في محلٍّ لم يُرفيه أيّ ثغرة ، فيأتي بعبارته المعروفة «حديث منكر» حتّى إذا كانت هذه الرواية موثّقة من قبل أجلاّء علمائهم ، وإليك النماذج التالية :
روى مساور الحميري حديثين في موضعين مختلفين : الأوّل حديث «أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة» الذي صحّحه الحاكم في المستدرك وقبل الذهبي تصحيحه(٢).
ولكن نفس مساور هذا عند ما يروي حديث «لا يحبّ عليّاً منافق ولا يبغضه مؤمن» الذي رواه أكابر علماء العامّة(٣) وحتّى الترمذي فإنّه يقول فيه : «حديث حسن غريب»(٤) فإنّ الذهبي يقول فيه : «فيه جهالةٌ والخبر منكر»(٥)!!وهناك عدد كثير أيضاً أوردوا ذلك من غير تضعيف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) هو الحافظ شمس الدين الذهبي المتوفى سنة ٧٤٨ هـ من أهمّ الرجاليّين والمحدّثين من أبناء العامّة.
(٢) المستدرك للحاكم النيشابوري مع تلخيص الذهبي : ٤ / ١٧٣.
(٣) صحيح مسلم ح١٣١ (٧٨) ، سنن النسائي : ٨ / ١٢٢ ح٥٠٣٢ ، مسند أحمد : ١ / ٨٤ ،٩٥ ، ١٢٨ و٦ / ٢٩٢ ، الاستيعاب في حاشية الإصابة ٢ / ٣٧.
(٤) سنن الترمذي : ٥ / ٦٣٥ ح٣٧١٧.
(٥) ميزان الاعتدال : ٤ / ٩٥ رقم ٨٤٤٧.