نموذج آخر :
نقل الذهبي حديثاً مشتملا على فضيلة الخليفة الأوّل وأحد رواته هو ضرار بن صرد ، وقد صحّح الحاكم هذا الحديث وقد قبله الذهبي(١).
ولكن نفس هذا الراوي عندما يروي عن النبي(صلى الله عليه وآله) خطابه لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام حيث قال : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه ...» فإنّ الحاكم يصحّح الحديث ولكن الذهبي يقول : «إنّه من تدليس ضرار ، وقال ابن معين : إنّه كذّاب»(٢).
نموذج آخر :
في حديث خاطب به رسول الله(صلى الله عليه وآله) عليّاً عليهالسلام قائلا : «حبيبك حبيبي».
فقد حكم الحاكم(٣) النيشابوري بصحّة السند ، ولكنّ الذهبي لم ير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ذيل مستدرك للحاكم للذهبي : ٣ / ٧٣.
(٢) ذيل مستدرك الحاكم للذهبي : ٣ / ١٢٢.
(٣) (الحافظ) في اصطلاح رجال أبناء العامّة ينصرف اطلاقه على من حفظ مئة ألف حديث ولكن أرفع مقام عند محدّثي أبناء العامّة هو مقام (الحاكم) فإنّ (الحاكم) بناءً على قول يقال لمن حفظ ثلاثمائة ألف حديث وبناءً على قول آخر يقال لمن حفظ الأحاديث كلّها ونادراً ما يكون ذلك. ويعدّ الشيخ أبو عبدالله الحاكم النيشاروي من النوادرالذين بلغوا هذا المقام وحازوا على لقب (الحاكم) ، وحين يطلق لفظ (الحاكم) في لغة مدرسة الخلفاء فالمراد به الحاكم النيشابوري.
فالأمر المهمّ في هذا المجال وممّا يثير الدهشة هو أنّ عالماً قديراً من بين أبناء العامّة له سلطة تامّة على علوم الحديث من ناحية السند جرحاً وتعديلا ومن ناحية الدلالة ينزّل من مقامه في مدرسة الخلفاء ويتّهم بالتساهل في تصحيح الأحاديث ذلك لأنّه صحّح الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وألّف كتاباً مستقلاًّ في فضائل