اختصّ الجزء العاشر إلى الثاني عشر بهذا الحديث.
وكذا فإنّ العلاّمة الأميني في الغدير ذكر زيادة على حديث مدينة العلم أحاديث بهذا المضمون(١) ، وقد أشار في الجزء السادس من كتابه المذكورإلى مائة وثلاث وأربعين نفراً من أكابر القوم ممّن رووا هذا الحديث في تأليفاتهم حيث صحّح عدد منهم سند الحديث وقد ذكر العلاّمة عشرين نفراً منهم تقريباً في الصفحات ٧٨ ـ ٧٩.
وما يلفت النظر هو أنّ عدداً كبيراً من علماء القوم ومن جملتهم ابن حجر في الصواعق وابن الأثير في جامع الأصول(٢) نقلوا هذا الحديث عن الترمذي ، ولكن منهم من عدّ سنده حسناً ومعتبراً ومنهم من ضعّفه ، أما اليوم فلم يُرَ لهذا الحديث أثر في مصنّفات الترمذي علماً بأنّ ما حذفته يد الخيانة من أمثال هذه الأحاديث كثير جدّاً(٣).
وقد نقل مؤلّف الكتاب القيّم دراسات في منهاج السنّة تصحيح سند هذاالحديث الشريف عن يحيى بن معين وابن جرير الطبري والحاكم وصلاح الدين العلائي وابن الجزري والسخاوي والسيوطي وابن روزبهان والمتّقي الهندي ، وقد نقل من آخر غيرهم من علمائهم حسن السند ، وأضاف قائلا : «إنّ تصحيح يحيى بن معين لحديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها»أصبح هو الأساس لتصحيح جماعة من الأئمّة وذلك لكون ابن معين عندهم إمام الجرح والتعديل»(٤).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغدير : ٣ / ٩٥ ـ ٩٨.
(٢) الصواعق المحرقة : ١٢٢ ، جامع الأصول : ٨ / ٦٥٧.
(٣) انظر نفحات الأزهار : ١١ / ١١٢ ـ ١١٧.
(٤) دراسات في منهاج السنّة : ١١٩ ـ ٢٢٠.