وقد نقل العسقلاني أيضاً في تهذيبه عن صاحب الاستيعاب عدداً من الأحاديث الواردة في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام والتي من جملتها حديث «مدينة العلم» بحيث إنّ صاحب الاستيعاب تلقّاها بالقبول وحتّى العسقلاني أيضاً.
هذا ، وقد نقل صاحب الدراسات عن أحمد بن حنبل معنى قوله : «إنّه لم يرد في حقّ أحد من الصحابة من الأحاديث المعتبرة ما ورد في حقّ علي ...»(١).
وقد نقل ابن حجر الهيتمي أيضاً في كتابه عن أئمّة الحفّاظ نفس ما ذكره العسقلاني(٢).
وفيما نقل عن الذهبي من تضعيف نتذكّر كلام العلاّمة المنصف أحمد بن محمّد بن صدّيق المغربي (ت ١٣٨٠هـ) حيث نقل تضعيف الذهبي لسند حديث «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» وقال بعد ذلك : «وقد عرفت أنّ النكارة عند الذهبي هي فضل علي بن أبي طالب»(٣).
نموذج آخر :
كذلك أيضاً فإنّ الذهبي في مكان آخر كذّب الحسن بن محمّد بن يحيى لمجرّد روايته حديث «عليٌّ خير البشر» و «عليّ وذريّته يختمون الأوصياء» لا لأمر آخر ، وقال : «روى بقلّة حياء بإسناد كالشمس عليٌّ خير البشر وعليٌّ وذريّته يختمون الأوصياء ، فهذان دالاّن على كذبه وعلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) دراسات في منهاج السنّة : ٢٥٧.
(٢) تطهير الجنان : ٣٥.
(٣) فتح الملك العلي : ٧٠.