وهكذا استمرّ في شعره حتّى أطلق على أمير المؤمنين عليهالسلام كلمة هي معاكسة لـ : «خير البرية» لكن مع كلّ هذا فهو موثّق وراو لثلاث كتب تسمّى بالصحيح.
وقال ابن حجر في لسان الميزان في ذيل ترجمة محمّد بن تسنيم الورّاق(١) : «ما أعرف حاله لكن روى حديثاً باطلا رواه ابن عساكر في ترجمة أمير المؤمنين عليّ رضياللهعنه أنّ السماوات والأرض لو وضعتا في كفّة ثمّ وضع إيمان عليٍّ في كفّة لرجح إيمان عليٍّ»(٢) ، أي أنّه اعترف ضمناً بجهله بالنسبة لحال الراوي لكنّه بمجرّد أنّ الحديث لا يلائم عقيدة ابن حجر فبهذا الدليل عدّه باطلا.
وقال ابن حجر في شأن أحد الرواة باسم لمازة بن زبّار : «كان شتّاماً لعليّ»(٣).
ومع وجود هذا الوصف فيه أضاف أنّ ثلاثة من مؤلّفي الصحاح الستّ رووا عنه الحديث.
زيادة على ذلك فقد ذكر كلٌّ من الذهبي في ميزان الاعتدال وابن حجرفي لسان الميزان مدحه ليزيد بن معاوية(٤)!
لقد انتحى قلم ابن حجر في ترجمة هذا الرجل منحىً عجيباً ، إذ لابدّ لطالبي الحقيقة أن يبذلوا الدقّة المتناهية ليطّلعوا على أمانة وإنصاف كبار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لسان الميزان : ٥ / ١١١ رقم ٧١١٣.
(٢) روى هذا الحديث من دون نقد كلٌّ من محبّ الدين الطبري في ذخائر العقبى : ١٠٠ ط مصر وصاحب منتخب كنز العمال في الجزء السادس.
(٣) تهذيب التهذيب : ٨ / ٤٥٧.
(٤) لسان الميزان : ٤ / ٥٨٣ رقم ٦٧٧٤.