رجاليّي ومحدّثي العامّة.
ولابدّ من القول بأنّ العسقلاني ارتكب عدّة خيانات في ترجمة لمازة ، يعدّ منها أنّ لمازة كان شاتماً سابّاً لأمير المؤمنين عليهالسلام لكنّه مع ذلك عدل عن كلمة الشتم والسبّ إلى كلمة البغض ، ذلك أنّ صحيحي البخاري ومسلم وسائر كتبهم المعتبرة جاءت فيها أحاديث فيمن سبّ مسلماً من جملتها :
«سباب المسلم فسوق»(١).
فعلى هذا يبدو واضحاً أنّ سبّ أمير المؤمنين عليهالسلام يعدّ بالحدّ الأدنى فسقاً ويخرج الشخص السابّ من دائرة العدالة.
أمّا في خصوص بغض أمير المؤمنين عليهالسلام فقد نقلت في كتب الفريقين أحاديث متواترة بهذا المعنى ، وذاك أنّ بغضه عليهالسلام علامة ودلالة على النفاق.
فإنّ ابن حجر قَبِل هذا الحديث ولكنّه أخذ ينعته بنعوت باطلة لا طائل منها ، وادّعى أنّ بغض عليٍّ عليهالسلام بشكل مطلق وبالنحو العادي الطبيعي لا إشكال به ولكن إذا أبغضه أحدٌ بمعنى أنّه نصر رسول الله فذلك يعدّ نفاقاً.
إذن مع هذا التوجيه غير الوجيه لم يكن لمازة(٢) مبرّءٌ فحسب بل يبرّء جميع الخوارج ويعدّ حديثهم من أصحّ الحديث.
وأضاف قائلا : «... إنّ الناصبة اعتقدوا أنّ عليّاً رضياللهعنه قتل عثمان أو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) صحيح البخاري ، رقم ٢٤٨ ، ٦٠٤٤ ، ٧٠٧٦ ، صحيح مسلم ، رقم ١١٦ ، ١٦٤.
(٢) يرجى من القارىء الكريم مطالعة ترجمة لمازة في تهذيب التهذيب بدقّة تامّة.