التوغّل فيما لا يعلم ، ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ، ومن لم يعلم لم يفهم ، ومن لم يفهم لم يسلم ، ومن لم يسلم لم يُكرم ، ومن لم يُكرم تهضّم ، ومن تهضّم كان ألوم ، ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم»(١).
وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «من عمل على غير علم ، كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح»(٢).
وهذان الحديثان أوردهما محمّد بن يعقوب الكليني ثقة الإسلام في الكافي.
فاستخيروا الله في أموركم تصلح أحوالكم ، وقد استخرت الله في أمري فعزم لي جلّ جلاله على رشدي ، فجمعت هذه الإشارة المسمّاة بـ : البشارة لطلاّب الاستخارة ، متقرّباً بها لله سبحانه وتعالى شأنه ، نفع الله بها المؤمنين ، حلفاء الصبر واليقين ، إنّه خير موفّق ومعين ، ورتّبتها على إشارات وأبواب وخاتمة.
الإشارة الأولى : في معنى الاستخارة وحقيقتها اللغوية.
الإشارة مشتقّة من الخير ومعناها : الدعاء ، قال ابن الأثير في نهايته : الاستخارة طلب الخيرة في الشيء ، ومنه دعاء الاستخارة : (اللهمّ خِر لي) أي اخترلي أصلح الأمرين واجعل لي الخيرة فيه(٣).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أورده الكليني في الكافي ١ / ٢٧ ضمن حديث ٢٩ ، عن بعض أصحابنا ، رفعه عن المفضّل بن عمر ، وعنه في وسائل الشيعة ٢٧ / ١٥٥ ح٥.
(٢) أورده الكليني في الكافي ١ / ٤٤ ح٣ ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضال ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، البرقي في المحاسن ١ / ٣١٤ ح٢٣ ، ابن إدريس في مستطرفات السرائر : ٦٤٤ (ضمن السرائر ج٣) ابن شعبة في تحف العقول : ٤٧ ، الطبرسي في مشكاة الأنوار ١ / ٣٠٣ ح ١٣.
(٣) النهاية في غريب الحديث : ٢ / ٨٦ ـ خير.