وبالعكس ، فعلام لا تستعلم هذه من الله سبحانه ، وهو أشفق من كلّ شفيق(١).
إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ الاستخارة من أشرف الأبواب إلى معرفة صواب الأسباب ، حتّى أنّ المعصوم عدل عن نفسه لمّا استشير إلى الأمر بالاستخارة.
ألا ترى إلى الرضا عليهالسلام كيف أمر علي بن أسباط بالاستخارة لمّا سأله عن الخروج برّاً أو بحراً (٢).
وكذلك الجواد عليهالسلام لمّا سأله علي بن أسباط هذا في أمر ضيعة له تعرّض له فيها السلطان أيبيعها(٣) أو يتركها ، فكتب إليه عليهالسلام يأمره بمشاورة الباري عزّ وجل(٤).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فتح الأبواب : ٢٢٤ ـ ٢٢٦ ، مفصّلا ، أورده مصنّف هذه الرسالة باختصار.
(٢) حديث ابن أسباط بهذا النصّ : قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : جعلت فداك ، ما ترى آخذبرّاً أو بحراً ، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال : «اخرج برّاً ، ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة ، ثمّ تستخير الله مائة مرّةومرّة ، ثمّ تنظر فإن عزم الله لك على البحر فقل الذي قال الله عزّ وجلّ : (وقال اركبوا فيهابسم الله مجريها ومرسيها) ... الحديث.
أورده الحميري في قرب الإسناد : ٣٧٢ / ١٣٢٧ ، الكليني في الكافي ٣ / ٤٧١ ح٥ ، وعنه في وسائل الشيعة ٨ / ٦٤ ح٥ ، و١١ / ٤٥٤ ح٧ ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٣/٢٤٣ ح٢٥ ، عن قرب الإسناد.
(٣) العبارة في الأصل هكذا : ضيعتين له تعرض له فهما السلطان أو يبيعهما.
فهي سقيمة غير مستقيمة السياق. صحّحناها وما أثبتناه في المتن طبق ما في الرواية.
(٤) ورد الحديث بهذا النصّ : عن علي بن مهزيار ، قال : كتب أبو جعفر الثاني إلى إبراهيم ابن شيبة : «فهمت ما استأمرت فيه من أمر ضيعتك التي تعرّض لك السلطان فيها ،