فقد ثبت الشقاء لمن عمل الأعمال بغير استخارة ، فكيف حال من يستخيرويهمّ ويخالف ما أُمر به وينخرم.
وروى البرقي في محاسنه أيضاً : عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن عبدالله بن مسكان ، عن محمّد بن مضارب ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «من دخل في أمر بغير استخارة ثمّ ابتلي لو يؤجر»(١).
فإنّه(٢) أخلّ في أموره بغير مشاورة محبوبه ، معذّر بنفسه للشقاء والتعب والعناء ، وعدم الأجر عند البلاء ، والداخل في أموره بالاستخارة بعد الرضا متعرّض للنفحات اللاهوتية ، منسلخ من الأهواء الناسوتية ، داخل في صفاء الحبّ ، وأصل حجاب القرب ، بعيد من الشكّ والارتياب ، خالص عن عواش(٣) التهمة والحجاب.
روى البرقي أيضاً في محاسنه : عن اليقطيني وعثمان بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن بعض أصحابنا ، قال : قلت لأبي عبدالله عليهالسلام : من أكرم الخلق على الله؟قال : «أكثرهم ذكراً لله ، وأعملهم بطاعته» قلت : فمن أبغض الخلق إلى الله؟ قال : «من يتّهم الله» قلت : وأحدٌ يتّهم الله؟! قال : «نعم ، من استخار الله فجاءته الخيرة بما يكره فسخط ، فذلك يتّهم الله»(٤).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القدسية : ٣٥٢ ، والمجلسي في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٢٢ ح١ ، عن فتح الأبواب والمقنعة.
(١) المحاسن ٢ / ٤٣٢ ح٤ ، وعنه في وسائل الشيعة ٨ / ٧٩ ح١ ، والفصول المهمّة ٢ / ١١١ح١ ، وبحار الأنوار ٨٨ / ٢٢٣.
(٢) في الأصل : قاله ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق.
(٣) كذا في الأصل. ولم أجد له معنى في كتب اللغة.
والظاهر غياش من الغيش وهو الظلمة. انظر القاموس المحيط ٢ / ٤٣٢ ـ غيش.
(٤) المحاسن : ٢ / ٤٣٢ ح٥ ، وأورده القمّي في كتاب الغايات : ٢٠٤ (ضمن جامع