على هواي إلاّ شتّتُ عليه أمره ، ولبّستُ عليه دنياه(١) ، وشغلت قلبه بها ، ولم أؤته منها إلاّ ما قدّرت له.
وعزّتي وجلالي ، وعظمتي وكبريائي ، ونوري وعلوّي ، وارتفاع مكاني ، لايؤثر عبد هواي على هواه إلاّ استحفظته ملائكتي ، وكفّلت السماوات والأرض رزقه ، وكنتُ له من وراء تجارة كلّ تاجر ، وأتته الدنيا وهي(٢) راغمة»(٣).
فهذه الروايات وأشباهها دالّة على عموم الاستخارة ، ويمكن حمل المسلّم على الراضي ، كما تضمّنه الحديث السابق من قوله عليهالسلام : «وهو راض بما صنع الله له» لأنّ الرضا هو الإسلام ، والإسلام هو التسليم ، والتسليم هو الإيمان.
قال الله سبحانه وتعالى شأنه : (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُوْنَ حَتّى يُحَكِّمُوْكَ فِيْمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيْمَا)(٤).
فإذا تفكّرت فيما قال الله سبحانه عرفت حقيقة الرضا وعلوّ رتبته.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : دنياي ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٢) (وهي) أثبتناها من المصادر.
(٣) أورده الكليني في الكافي ٢ / ٣٣٥ ح٢ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن القاسم ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، عن النبي(صلى الله عليه وآله) ، الطبرسي في مشكاة الأنوار ١ / ٣٧ ح٤٠ ، ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : ٢٨٧ ، ونقله الحرّ العاملي في الوسائل ١٥ / ٢٧٩ ح٣ ، والجواهر السنية في الأحاديث القدسية : ١١٩ ، عن الكافي ، المجلسي في بحار الأنوار ٦٧ / ٧٨ ح١٤ ، عن عدّة الداعي.
(٤) سورة النساء ٤ : ٦٥.