يقابلها بالكراهة ، بل بالشكر ، كيف جعله الله أهلا أن يستشيره.
الإشارة الثانية عشرة : ذكر الشيخ المفيد رحمهالله في الرسالة العزّية : لا ينبغي للإنسان أن يستخير الله في فعل(١) شيء نهاه عنه ، ولا حاجة به في استخارة(٢) لأداء فرض(٣) ، وإنّما الاستخارة في المباح ، وترك نفل إلى نفل لا يمكنه الجمع بينهما ، كالحج والجهاد تطوّعاً ، أو السفر(٤) لزيارة مشهد دون آخر ، أو صلة أخ دون آخر ، وصلاة الاستخارة بالفاتحة وما شاء والقنوت ، فإذا سلّم قال بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله) :
اللهمّ إنّي أستخيرك بعلمك وقدرتك ، وأستخيرك بعزّتك ، وأسألك من فضلك ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علاّم الغيوب.
اللهمّ إن كان هذا الأمر الذي عرض لي خيراً في ديني ودنياي وآخرتي ، فيسّره لي وبارك لي فيه ، وأعنّي عليه ، وإن كان شرّاً لي فاصرفه عنّي ، واقض الخير لي حيث كان ورضّني به(٥) ، حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت ، ولا تأخير ماعجّلت ، يا أرحم الراحمين ، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين(٦).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) (فعل) أثبتناه من المصدرين.
(٢) قوله : (ولا حاجة به في استخارة) أثبتناه من المصدرين.
(٣) في الأصل : لاه ، في فرض ، وما أثبتناه في المتن من المصدرين.
(٤) (السفر) أثبتناه من المصدرين.
(٥) قوله : (ورضّني به) أثبتناه من المصدرين.
(٦) الرسالة العزية : غير مطبوعة ، حكاه عنه ابن طاووس في فتح الأبواب : ١٧٦ ـ ١٧٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٢٩.