بخلاف الرقاع.
الثاني : إنّ الذي يعمل على ترجيح الخاطر ، كيف يصنع إذا كان الفعل أرجح من الترك أو العكس؟ وبها جميعاً خيرة وصواب ، وهذا يعرف من الرقاع.
الثالث : إنّ الإنسان بين عقله وبين هواه ، وبين طبعه وبين الشيطان ، فكيف يعلم يقيناً أنّ هذا الخاطر المرجّح ، من جانب الله تعالى دون النفس والهوى ، والطبع والشيطان ، والإنسان يعلم ضعفه عن هذا المقام الباهر ، أن قيل : متى رجح خاطره علم أنّه منه تعالى ، قلنا : هذا لا يقوله إلاّ المعصوم ، فأمّا نحن فكيف نأمن ، وأمّا ترجيحها على العمل برقعتين فمن وجوه :
الأوّل : إنّه لا يفهم الترجيح إذا جاء في الفعل (نعم) فاستخرت في الترك فجاء (نعم) أيضاً ، ويكون أحدهما أرجح ، وهذا يفهم بالست (١).
الثاني : إنّ الذي يعمل بالرقعتين لا يدري ما بين يديه من تفضيل مواضع الصفاء والكدر بخلاف الست ، فإنّ كلّ رقعة تجيء (لا تفعل) فكأنّها كدر ، وكلّ رقعة تجيء (إفعل) فكأنّها صفو ، فإن كانت الثلاث المتوالية كلّها (إفعل) فالصفو حاصل في جميع الخيرة ، وإن انعكس انعكس ، وإن كان فيها (إفعل) و (لا تفعل) فالصفو حاصل في مكان الأمر ، والكدر حاصل في مكان النهي ، إن جاء ذلك في أوّله أو وسطه أو آخره.
الثالث : طرقها معروفة مسندة ، وما وجدنا في الاستخارة بالرقعتين في بندقتين إلاّ رواية واحدة مرسلة ضعيفة(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في المصدر : وهذا ينفهم بالستّ الرقاع.
(٢) فتح الأبواب : ٢١٢ ـ ٢١٧ نقله الشيخ البحراني باختصار.