ومن عجائبها : إنّي قد بلغت من العمر نحو ثلاث وخمسين سنة منذ عرفت (١) الاستخارات فلم أر فيها ما يخالف السعادات ، فإذا فيها كما قيل :
قلت للعاذل لمّا جاءني |
|
من طريق النصح يُبدي ويُعيد |
أيّها الناصح لي في زعمه(٢) |
|
لا تزد نصحاً لمن ليس يريد |
فالذي أنت له مستقبح |
|
ما على استحسانه عندي مزيد |
وإذا نحن تباينّا كذا |
|
فاستماع العذل شيء لا يفيد(٣) |
ومن كتاب الاستخارات لابن طاووس : وأمّا تفصيل فوائد الاستخارة بالست الرقاع زيادة على ما قدّمناه ممّا فتحه الله جلّ جلاله علينا ، وعرفناه يقيناً ووجدناه ، فإنّني أستخير الله جلّ جلاله كما وردت الروايات بذلك على التفصيل ، مع زيادات عرفتها من أصول كتب أصحابنا المتضمّنة للأخبار والأسرار ، فأستخير الله في فعل شيء فتخرج الاستخارة (إفعل) مثلا ثلاث مرّات متواليات ، فأستخير في ترك ذلك الفعل لجواز أن يكون الفعل مثل الترك ، لمادّة تقتضي تجويز التساوي بين الفعل والترك ، وجواز الاستخارة فيهما ، فإن جاءت الاستخارة في الترك ثلاث متواليات علمت أنّ الترك مثل الفعل ، فكنتُ أعلم من نفسي أن لا ترجيح لأحدهما على الآخر في الفعل(٤) ، وهذا علّة تظاهر روايات الاستخارات ؛ لأنّني وجدت إذا كانت الاستخارة في ثلاث (إفعل) فبقي الترك لا أدري هل أنا ممنوع منه أو مخيّر(٥)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : جهة ، وما في المتن أثبتنا من المصدر.
(٢) في الأصل : أيّها الناصح ما في زعمه. وما في المتن أثبتناه من المصدر.
(٣) فتح الأبواب : ٢٢٤.
(٤) في الأصل : العقل ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.
(٥) في الأصل : مجيز ، وما في المتن أثبتناه من المصدر.