فيه على السواء ، أو مخيّر فيه ولكنّ الفعل أرجح.
فلمّا وجدت الحال مشتبهاً وجدت الروايات تتضمّن كشف الحقيقة بالاستخارات ، ووجدت روايات الاستخارة بالرقاع أيضاً تتضمّن إذا أردت أمراً فاستخر فيه ، فدخلت استخارتي في الترك تحت عموم أخبار الاستخارة عند الاشتباه في المصلحة ، وتحت عموم الأخبار إذا أردت أمراً فاستخر ، وهذا في أمر قد أردته به فاستخرت في الترك.
والوجه الآخر : إنّني أستخير الله جلّ جلاله ، فتخرج الاستخارة مثلا في ثلاث متواليات (إفعل) فأستخير في الترك فتكون الاستخارة (إفعل) ولكنّها في خمس رقاع أو في أربع ، فأعلم أنّ الفعل أرجح من الترك ، وإن كان الجميع خيرة.
والوجه الآخر : إنّني أستخير الله جلّ جلاله ، فتخرج الاستخارة في خمس أو أربع (إفعل) ثمّ أستخير الله في الترك فتكون الاستخارة (لا تفعل) فأعلم أنّ الفعل خيرة ، ولكن فيه كدر بحسب موضع الرقاع التي في خمس أو أربع التي فيها (لاتفعل)(١) انتهى كلامه أعلى الله مقامه.
تنبيه : إعلم أنّ القراءة بعد الحمد في صلاة الاستخارة غير معنيّة ، يدلّ على ذلك ما رواه الكليني والصدوق والشيخ الطوسي في متهجده : عن مرازم ، قال : قلت للصادق عليهالسلام : أيّ شيء أقرأ في ركعتي الاستخارة؟ فقال : «إقرأ فيهما ما شئت ، وإن شئت قرأت فيهما التوحيد والجحد»(٢).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) فتح الأبواب : ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٢) الكافي ٣ / ٤٧٢ ح٦ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٦٢ ح ١٥٥١ ، مصباح المتهجد : ٥٣٤ ، وأورده الطوسي أيضاً في التهذيب ٣ / ١٨٠ ح٤١٠ ، الطبرسي في مكارم