روى أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : أراد بعض أوليائنا(١) الخروج للتجارة ، فقال : لا أخرج(٢) حتّى آتي جعفر بن محمد عليهماالسلام فأسلّم عليه ، وأستشيره في أمري هذا(٣) ، وأسأله الدعاء لي ، قال : فأتاه فقال : يا بن رسول الله ، إنّي عزمت على الخروج للتجارة ، وإنّي آليت على نفسي ألاّ أخرج حتّى ألقاك وأستشيرك ، وأسألك الدعاء لي.
قال : فدعا له وقال عليهالسلام له : «عليك بصدق اللسان في حديثك ، ولا تكتم عيباًفي تجارتك ، ولا تغبن المسترسل ، فإنّ غبنه ربا ، ولا ترض للناس إلاّ ما ترضاه لنفسك ، واعط الحقّ وخذه ، ولا تحف(٤) ولا تجر(٥) ، فإنّ التاجر الصدوق مع السَّفَرة الكرام البررة يوم القيامة ، واجتنب الحلف ، فإنّ اليمين الفاجرة تورث صاحبها النار ، والتاجر فاجر إلاّ من أعطى الحقّ وأخذه.
وإذا عزمت على السفر أو حاجة مهمّة فأكثر الدعاء والاستخارة ، فإنّ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه ، أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يعلّم أصحابه الاستخارة كما يعلّمهم السورة من القرآن. وإنّا لنعلم ذلك متى هممنا بأمر(٦) ، ونتّخذ رقاعاً للاستخارة ، فما خرج لنا عملنا عليه ، أحببنا ذلك أم كرهنا» فقال
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : أصحابنا ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٢) قوله : (أخرج) أثبتناه من المصادر.
(٣) في الأصل : غداً ، وما في المتن أثبتناه من المصادر.
(٤) في الأصل والمصدر : ولا تخف ، وما أثبتناه هو الأنسب للسياق ، وقد صحّحت الكلمة في المستدرك.
والحيف : الميل في الحكم ، وعدم المساواة في البيع والعطاء. انظر تهذيب اللغة ٥ /٢٦٤ ـ حاف.
(٥) في المصدر والوسائل : ولا تخن ، وفي البحار : ولا تحزن.
(٦) (بأمر) أثبتناه من المصادر.