ومنها : ما رواه الكليني في الكافي والحميري في قرب الإسناد : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أسباط. ومحمّد بن أحمد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن أسباط ، قال : قلت لأبي الحسن عليهالسلام : جعلت فداك ، ما ترى آخذ برّاً أو بحراً ، فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال : «اخرج برّاً ، ولاعليك أن تأتي مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) وتصلّي ركعتين في غير وقت فريضة ، ثمّ تستخير الله مائة مرّة ومرّة ، ثمّ تنظر فإن عزم الله(١) لك على البحر فقل الذي قال الله عزّ وجلّ : (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيْهَا بِسْمِ اللهِ مَجْريهَا وَمُرسَيها إنّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحيمٌ)(٢) فإن اضطرب بك البحر فاتّكىء على جانبك الأيمن وقل : بسم الله(٣) اسكن بسكينة الله ، وقرّ بوقار الله ، واهدأ بإذن الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّبالله».
قلنا : أصلحك الله ، ما السكينة؟ قال : «ريح تخرج من الجنّة ، لها صورة كصورة الإنسان ورائحة طيّبة ، وهي التي نزلت على إبراهيم ، فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين» قيل له : هي من التي قال الله عزّ وجلّ فيه : (سَكِينةٌ مِّن رِّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ ممّا تَرَكَ ءَالُ مُوسى وءَالُ هَارُونَ)(٤) قال : «تلك السكينة في التابوت ، وكانت فيها طست تغسل فيها قلوب الأنبياء ، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء».
ثمّ أقبل علينا فقال : «ما تابوتكم؟» قلنا : السلاح ، قال : «صدقتم هو تابوتكم».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لفظ الجلالة (الله) أثبتناه من الكافي. وفي قرب الإسناد : فإن خرج لك على البحر.
(٢) سورة هود ١١ / ٤١.
(٣) (بسم الله) أثبتناه من المصادر.
(٤) سورة البقرة ٢ / ٢٤٨.