فأوّلها : أن يكون الذي تشاوره عاقلا.
والثانية(١) : أن يكون حرّاً متديّناً.
والثالثة : أن يكون صديقاً مؤاخياً.
والرابعة : أن تُطلعه على سرّك ، فيكون علمه به كعلمك بنفسك ، ثمّ يسرّ ذلك ويكتمه.
فإنّه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرّاً متديّناً أجهد نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك إذا أطلعته عليه ، وإذا أطلعته على سرّك فكان علمه كعلمك ؛ تمّت المشورة وكملت النصيحة(٢)»(٣).
عنــه : عن أبي عبدالله الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن صندل ، عن ابن مسكان ، عن سليمان بن خالد ، قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام يقول : «استشر(٤) العاقل من الرجال الوَرِع ، فإنّه لا يأمر إلاّ بالخير ، وإيّاك والخلاف ، فإنّ خلاف الوَرِع العاقل مفسدة في الدين والدنيا»(٥).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في الأصل : والثاني ... والثالث ... والرابع ، وما أثبتناه في المتن من المصادر إلاّ المكارم.
(٢) في الأصل : تمّت السورة وكلمة النصيحة. وهو تصحيف واضح ، وما أثبتناه في المتن من المصادر.
(٣) المحاسن ٢ / ٤٣٨ ح٢٨ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٧٢ / ١٠٢ ح٣٠ ، والحرّ العاملي في الوسائل ١٢ / ٤٣ ح٨ ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ / ١٠٠ ح٢٢٨٧ ، وعنه في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٥٣ المقطع الثاني من ح٤.
(٤) في الأصل : استشيروا ، وما في المتن أثبتناه من المصادر ، والظاهر هو الأنسب بقرينة مابعدها : وإيّاك والخلاف.
(٥) المحاسن ٢ / ٤٣٧ ح٢٤ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٧٢ / ١٠١ ح٢٦ ، الحرّ العاملي في الوسائل ١٢ / ٤٢ ح٥ ، وأورده الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ / ٩٩ ح٢٢٨١ ، وعنه في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٥٤ ح٥.