لا توازن به العقول ، وربّما شاور الأسودَ من سودانه ، فقيل له : تشاور مثل هذا؟ فقال : إنّ الله تبارك وتعالى ربّما فتح على لسانه ، قال : فكانوا ربّما أشاروا عليه بشيء ، فيعمل به من الضيعة والبستان»(١).
ومن كتاب المكارم : يحيى بن عمران الحلبي ، قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : «إنّ المشورة محدودة ، فمن لم يعرفها بحدودها كان ضرّها عليه أكثر من نفعها.
فأوّل ذلك : أن يكون الذي تستشيره عاقلا.
والثاني : أن يكون حرّاً متديّناً.
والثالث : أن يكون صديقاً مؤاخياً.
والرابع : أن تطلعه على سرّك ، فيكون علمه به كعلمك»(٢).
قال : ثمّ فسّر ذلك. فقال : «إنّه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته ، وإذا كان حرّاً متديّناً أجهد به نفسه في النصيحة لك ، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرّك ، وإذاأطلعته على سرّك فكان علمه كعلمك به ، أجهد نفسه في النصيحة وكملت المشورة»(٣).
ولا بأس أن نختم الخاتمة بدعاء شريف لو أقسم به على الجبال لتدكدكت ، وعلى السماء لأمطرت ، ولقد استسقى به قِس بن ساعدة الأيادي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المحاسن ٢ / ٥٣٧ ح٢٣ ، وعنه الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ / ٩٩ ح٢٢٨٣ ، الحرّ العاملي في الوسائل ١٢ / ٤٤ ح٣ ، المجلسي في بحار الأنوار ٧٢ / ١٠١ ح٢٥.
(٢) في الأصل : فيكون علمه لعلمك ، وما أثبتناه في المتن من المصدر.
(٣) مكارم الأخلاق ٢ / ١٠٠ ح٢٢٨٧ ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٨٨ / ٢٥٣ المقطع الثاني من رقم الحديث ٤ ، وأورده البرقي في المحاسن ٢ / ٤٣٨ ح٢٥٢٢ ، وفيه : تمّت المشورة وكملت النصيحة ، وعنه في بحار الأنوار ٨٨ / ١٠٢ ح٣٠.