فيسقى ، ولقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) يوماً من الأيّام لأناس عنده : «أفيكم من يعرف قِس بن ساعدة الأيادي؟».
فقال الجارود بن المنذر العبدي : كلّنا يا رسول الله نعرفه ، غير أنّي من بينهم عارف بخبره ، واقف على أثره.
فقال سلمان : أخبرنا ، فقال : يا رسول الله ، لقد شهدت قسّاً وقد خرج من ناد من أندية أياد(١) إلى صحصح(٢) ذي قتاد(٣) وسَمُر(٤) وغياد(٥) ، وهو مشتمل ببجاد(٦) ، فوقف في أضحيان ليل(٧) كالشمس ، رافعاً إلى السماء وجهه وإصبعه ، فدنوت منه فسمعته يقول :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) قال ياقوت : الإياد : بالكسر ، موضع بالحَزْن لبني يربوع ، بين الكوفة وفيد. معجم البلدان ١/٣٤١ ح١١٦٧.
وقال الجوهري : وإياد : حيٌّ من مَعَد. الصحاح ٢ / ٩ ـ أيد.
(٢) في الأصل والمناقب والبحار والصراط والدرّ والعدد : ضحضح ، وما في المتن أثبتناه من الأربعين والمقتضب.
فالضح : الشمس. الصحاح ١ / ٥٦٨ ضحح. والضحضح ظاهراً المكان المشمس.
والصحصح والصحصاح : المكان المستوي. الصحاح ١ / ٥٦١ صحح.
(٣) القتاد : شجر له شوك. الصحاح ٢ / ١٢٦ ـ قتد.
(٤) السَمُر : بضمّ الميم ، من شجر الطلح. الصحاح ٢ / ٣٦٧ ـ سمر.
(٥) الغياد : المكان الكثير النبات. القاموس المحيط ١ / ٤٤٥ ـ غيد.
وكلمة : (وسمر وغياد) لم ترد في الصراط المستقيم ، وفي الدرّ النظيم : وعناد ، وفي العدد : وغباد ، وفي المقتضب : وسمرة وعتاد.
وقوله : (وسمر وغياد ، وهو مشتمل ببجاد) لم يرد في الأربعين.
(٦) البجاد : كساء مخطّط من أكسية العرب. الصحاح ٢ / ١٠ ـ بجد.
وفي بعض المصادر : بنجاد : وهو حمائل السيف. الصحاح ٢ / ١٦٠ ـ نجد.
(٧) أضحيان ليل : ليلة ضحياء : مضيئة لا غيم فيها ، وكذلك ليلة إضحيانة. الصحاح ٦ / ٣٨٩ضحا.