هذه هي المذاهب في الإمامة(١) وفيما يأتي مجمل لرأي هذه الفرق في نصب الإمام.
أوّلاً : القائلون بعدم وجوب نصب الإمام ـ وهم الخوارج والأصمّ ـ وحجتهم : أنّه يقع في نصب الأئمّة فتن ، وقتل بعض الناس بعضاً ، كما جرى زمن عليّ ومعاوية ومن بعدهما في أكثر الأوقات ، والاحتراز عمّا يوقع الفتنة والمحاربة أولى بالاتفاق ، والشريعة كافية لمن أراد أن يكون على الحقّ ويتقرّب إلى الله بطاعته(٢).
ثانياً : القائلون بوجوب الإمامة سمعاً ـ وهم الأشاعرة وجمهور الصفاتية ـ وأنّه يجب نصب الإمام على من يقدر على ذلك ؛ لإجماع السلف عليه ، وأنّ الإمام يُعرف إمّا بنصّ من يجب أن يقبل قوله كنبيّ ، أو باجماع المسلمين عليه ، وتنعقد الإمامة بيعة اثنين بل بيعة واحد(٣) ، وبالاستخلاف ، بل تثبت عندهم بالقهر والغلبة والاستيلاء(٤). وجوّزوا إمامة الفسّاق والفجّار والظلمة ، وأوجبوا طاعتهم والصلاة وراءهم ، ولم يجوّزوا الخروج عليهم(٥).
__________________
(١) انظر : قواعد العقائد ص٤٥٨.
(٢) المصدر نفسه ص٤٦٢.
(٣) انظر : مجرّد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري ص١٨٣ ، تمهيد الأوائل ص٤٦٧ ، إرشاد الجويني ص٣٥٧ ، شرح المواقفج٨ ص٣٥٢ ـ ٣٥٣.
(٤) تمهيد الأوائل ص٤٧٠ ، غياث الأمم ص٨٧ ، شرح المقاصدج٥ ص٢٣٣.
(٥) انظر : أصول السنّة ص٨٠ ـ ٨١ ، مجرّد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري ص١٩٠ ، تمهيد الأوائل ص٤٧٨ ، إرشاد الجويني ص٤٥٨ ، شرح المقاصد ج٥ ص٢٣٥.