يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الألْبَابِ)(١) ، وقوله تعالى : (أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَن لاَ يَهِدِّي إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(٢).
ثانياً : وجوب عصمة الإمام :
ـ استدلّ الشريف المرتضى على عصمة الإمام بأنّ حاجة الأمّة إلى الإمام تثبت عند جواز الغلط عليهم ، وانتفاء العصمة عنهم ، فلو كانوا جميعاً معصومين ، لما احتاجوا إلى الإمام ، فإن افترضنا أنّ الإمام يشارك الأمّة في جواز الخطأ ، فهذا يعني أنّه يشاركهم في علّة الحاجة إلى الإمام ، فيكون محتاجاً إلى إمام فوقه ، وهذا يلزم منه إثبات ما لا يتناهى من الأئمّة ، أو الوقوف عند إمام معصوم(٣).
ـ واستدلّ أيضاً بأنّ الإمام لابدّ أن يكون مقتدى به ؛ لأنّ لفظ الإمامة مشتقّ من معنى الاقتداء والاتّباع ، والإجماع أيضاً حاصل على هذه الجملة ، يعني أنّ الإمام مقتدى به ، وإن كان الخلاف واقعاً في كيفية الاقتداء به وصورته ، وإذا ثبت وجوب الاقتداء به وجب أن يكون معصوماً ؛ لأنّه إذا كان غير معصوم لم نأمن في بعض أفعاله أن يكون قبيحاً ، ويجب علينا موافقته
__________________
(١) سورة الزمر ٣٩ : ٩.
(٢) سورة يونس ١٠ : ٣٥.
(٣) الذخيرة ص٤٣٠.