وأمّا من جهة السمع فلما يلي :
١ ـ لقوله تعالى : (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)(١) والإمامة عهد الله تعالى كالنبوة ، والظالم عاص ولو لنفسه لقوله تعالى : (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ الله فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُون)(٢) ، فلزم أن لا يكون الإمام عاصياً مطلقاً.
ـ روى ابن أبي حاتم وابن جرير وابن إسحاق عن ابن عبّاس في معنى قوله تعالى : (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) يخبره أنّه كائن في ذرّيته ظالم لا ينال عهده ، ولا ينبغي أن يولّيه شيئاً من أمره(٣).
ـ وعن مجاهد وعكرمة في معنى الآية : لا أجعل إماماً ظالماً يقتدى به.
ـ وفي لفظ : لا يكون إماماً ظالماً(٤).
ـ وفي لفظ عن عطاء : فأبى أن يجعل ظالماً إماماً.
ـ وعن مقاتل نحو ذلك(٥).
٢ ـ ولقوله تعالى : (وَمَن لَمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ الله فَأُولئِكَ هُمُ
__________________
١٩٢ ، الشافي ج١ ص٣٠٠ ، المنقذ من التقليد ج٢ ص٢٧٨ ، تجريد الاعتقاد ص ٢٢١ ـ ٢٢٢.
(١) سورة البقرة ٢ : ١٢٤.
(٢) سورة البقرة ٢ : ٢٢٩.
(٣) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ج١ ص٢٢٢ ح١١٧٥ ، الدرّ المنثور ج١ ص٢٨٨.
(٤) انظر : تفسير الطبري ج١ ص٥٧٨ ـ ٥٧٩ ح١٩٤٨ ـ ١٩٥٥ ، الدرّ المنثور ج١ ص٢٨٨.
(٥) انظر : تفسير ابن أبي حاتم ج١ ص٢٢٣ ح١١٧٨.