أشخاص من أهل الحلّ والعقد فيه حيف لباقي المسلمين وإجحاف بحقّهم ؛ لأنّ الحلّ والعقد لا يقتصر على هؤلاء كما لا يخفى.
٨ ـ إنّه يلزم من القول بالاختيار التكليف بما لا يطاق ؛ لأنّه إن تعلّق بجميع الناس على سبيل الرضا والاتفاق ، فهو محال ، وإن تعلّق ببعضهم دون بعض ، فهو ترجيح بلا مرجّح(١).
ـ وأمّا من جهة السمع فلما يأتي :
١ ـ لقوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(٢).
٢ ـ ولقوله تعالى : (وَعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ)(٣) ، ولا يخفى أنّ نصب الإمام من قصد السبيل ضرورة.
٣ ـ ولقوله تعالى : (إِنَّ عَلَيْنَا للهدَى) ، ولا يخفى أنّ نصب الإمام إمّا من الهدى فيجب ، أو مقدّمة له فتجب.
٤ ـ ولقوله تعالى : (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ)(٤) ، فبدون تعيينه لا تصحّ الدعوة به.
__________________
(١) انظر : الذخيرة في علم الكلام ص ٤٣٦ ـ ٤٣٧ ، شرح جمل العلم والعمل ص ١٩٩ ـ ٢٠١.
(٢) سورة القصص ٢٨ : ٦٨.
(٣) سورة النحل ١٦ : ٩.
(٤) سورة الإسراء ١٧ : ٧١.