المطلب الثاني
تعيين الإمام
بيّنا في ما تقدّم ـ في ضوء ما قرّره الشريف وغيره من الأعلام ـ أنّ الإمام يجب أن يكون أفضل الناس ، وأن يكون معصوماً ، وأن تكون إمامته بالنصّ ؛ وإذا ثبت هذا فنقول : إنّ هذه الشروط الثلاثة لم تثبت إلاّ لعليّ بن أبي طالب عليهالسلام والعلم بذلك ضروري لما سنبيّنه.
أوّلاً : كونه عليهالسلام أفضل الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
استدلّ الشريف المرتضى على أفضلية أمير المؤمنين(ع) بعدّة أدلّة :
منها : إجماع الشيعة الإمامية ، فإنّهم قد أجمعوا على أنّه صلوات الله عليه أفضل الأمّة بعد رسول الله(ص) ، وإجماع الإمامية حجّة.
ومنها : خبر تبوك أو المنزلة ، فإنّ النبيّ(ص) قد جعل له(ع) جميع منازل هارون من موسى ، إلاّ ما خصّه العرف وأخرجه الاستثناء ، ومن المعلوم أنّ أحد منازل هارون من موسى أنّه كان أفضل أمّته ، وخيرهم ، وأعلاهم قدراً.
ومنها : خبر الطائر المشوي ، فإنّ المحبّة إذا أضيفت إلى الله تعالى ، فلا وجه لها إلاّ ما يرجع إلى الدين ، وكثرة الثواب ، فيكون الأحبّ إلى اللهِ منهم