سلوني إلاّ عليّ بن أبي طالب»(١).
٣ ـ الشجاعة :
لا خلاف بين الناس في أشجعية عليّ عليهالسلام ، وقد أجمعوا على أنّه كان أشجع الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعلم بذلك حاصل بالتواتر المعنوي.
فهو لم يبرز إلى أحد إلاّ قتله ، ولم يفرّ من ساحة قتال قط ، وثباته يوم أحد عندما فرّ الجميع ـ سوى أبي دجانة ، وسهل بن حنيف ، ونسيبة الأنصارية ـ وكذلك يوم حنين عندما فرّ الجميع ـ سوى تسعة من بني هاشم وعاشرهم أيمن بن أمّ أيمن ـ أفضل شاهد على شجاعته ، فضلاً عن موقفه يوم الخندق ، ويوم خيبر وغيرها من المواقف.
قال ابن أبي الحديد : «وأمّا الشجاعة ، فأنّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ، ومحا اسم من يأتي بعده»(٢).
٤ ـ العبادة :
والعلم بأفضليته في العبادة ضروري.
قال ابن أبي الحديد : «كان أعبد الناس ، وأكثرهم صلاة وصوماً ، ومنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الأوراد ، وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفّين ليلة الهرير ، فيصلّي عليه
__________________
(١) انظر : فضائل الصحابة ج٢ ص٨٠٢ ح١٠٩٨ ، الاستيعاب ج٣ ص١١٠٣ ، الفقيه والمتفقّه ج٢ ص٣٥٢ ح١٠٨٣ ، تاريخ دمشق ج٤٢ ص٣٩٩.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ج١ ص٢٠