الصحابة ، حتّى اشتهر عن عمر بن الخطاب قوله : «أقضانا عليّ»(١).
وقيل لابن عبّاس ـ وهو حبر الأمّة ـ : أين علمك من علم ابن عمّك؟
فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط(٢).
أمّا على المستوى الفعلي ، فعدم احتياجه لأحد واحتياج الكلّ إليه ، والعلم بذلك ضروري ، واشتهر عن عمر قوله : «لولا عليّ لهلك عمر»(٣) ، وكان يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن(٤).
وقال الشريف المرتضى : «وليس يجوز أن يكون أقضى الأمّة ، ومَن الحقّ معه في كلّ حال ، ومَن هو باب العلم والحكمة يرجع إلى غيره في الأحكام ، وليس يرجع في الأحكام إلى غيره إلاّ مَن ذهب عنه بعضها ، وافتقر إلى معرفة غيره فيها ، ومن هذا حكمه لا يجوز أن يكون أقضى الأمّة ، لأنّ أقضاها لا يجوز أن يغرب عنه علم شيء من القضايا والأحكام»(٥).
ـ وعن سعيد بن المسيّب قال : «لم يكن أحد من أصحاب النبيّ يقول :
__________________
ج٣ ص٢٩٩ ـ ٣٠٠ ، سنن النسائي الكبرى ج٥ ص١١٦ ـ ١١٧ ، سنن ابن ماجة ج٢ ص٧٧٤ ، مسند أبي يعلى ج١ ص٢٥٢ وص٢٦٨ ، مسند البزّار ج٢ ص٢٩٨ ـ ٢٩٩.
(١) انظر : صحيح البخاري ج٦ ص٤٦ ح٨.
(٢) شرح ابن أبي الحديد ج١ ص١٩.
(٣) شرح ابن أبي الحديد ج١ ص١٩.
(٤) انظر : تأويل مختلف الحديث ص١٥٠ ، الاستيعاب ج٣ ص١١٠٣ ، الرياض النضرة ج٣ ص١٦١.
(٥) الشافي ج١ ص٢٠٢ ـ ٢٠٣.