ـ وفي لفظ لأحمد ، والطبراني ، وأبي يعلى ، والبزّار عن عبد الله بن مسعود ، أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟ فقال : «اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل»(١).
ولا يخفى دلالة الحديث على إرادة أئمّة أهل البيت الاثني عشر لما يأتي :
١ ـ حصر الخلافة الشرعية في اثني عشر خليفة ، وهو لا يتم إلاّ على مذهب الإمامية.
٢ ـ لزوم بقاء الخلافة فيهم ودوامها إلى قيام الساعة بحسب مفاد الحديث ، وهو لا يتمّ إلاّ على مذهب الإمامية.
٣ ـ لزوم كذب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ وهو المنزّه عنه ـ لوكان المراد جميع من تولّى الخلافة من قريش ؛ لأنّ عددهم أكثر من خمسين خليفة ، والقول بإرادة اثني عشر خليفة من بينهم بحاجة إلى دليل ، ولا دليل في البين.
ولو تنزّلنا وذهبنا إلى اختيار الخلفاء الأربعة أو معهم الإمام الحسن عليهالسلامعلى ما ذهب إليه بعضهم ؛ لما روي عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال : «الخلافة بعدي في أمّتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك»(٢). لكن يبقى الإشكال في اختيار بقيّة الاثني
__________________
(١) انظر : مسند أحمد ج١ ص٣٩٨ و٤٠٦ ، مسند أبي يعلى ج٨ ص٤٤٤ ح٥٠٣١ ؛ وج٩ ص٢٢٢ ـ ٢٢٣ ح٥٣٢٢ و٥٣٢٣ ، المعجم الكبير ج١٠ ص١٥٧ ـ ١٥٨ ح١٠٣١٠ ، مسند البزّار ج٥ ص٣٢٠ ح١٩٣٧ و١٩٣٨.
(٢) انظر : مسند أحمد ج٥ ص٢٢٠ و٢٢١ ، سنن أبي داود ج٤ ص٢١٠ ح٤٦٤٦