حياته أنّه كان كميّاً وفارساً شجاعاً يرتدي لامة حربه ويحمل في إحدى يديه سيفاً بتّاراً وفي الأخرى قناةً وسمهريّاً ذابلا يقارع في الحرب فرسانها ويناوش في الطعن ذؤبانها ثمّ يفخر بأبيه أنّه من القوم الذين إذا دنوا لحرب تدانت أرؤس ورقاب ، ولكن كلّ ما نلمسه من هذه الاستعارات والكنايات الشعرية أنّه يفخر بوالده حيث أنشأه خير منشأ وأعدّه حتّى صار علماً من الأعلام ، مسلّحاً بسلاح العلم والحكمة والمعرفة.
ومن جيد شعره ما قاله في رثاء أبيه وأعرب عن بالغ أساه هي قصيدته التي مطلعها :
ألا يا قوم للقدر المُتاح |
|
وللأيّام ترغب عن جراحي |
قال فيها :
ويا لملمّة نزعت يميني |
|
وحصّت بالقوادم من جناحي |
وقال أيضاً :
ألا قل للأخاير من قريش |
|
وسكّان الظواهر والبطاحِ |
هوى من بينكم جبل المعالي |
|
وعرنين المكارم والسماحِ |
وقال :
سلام الله تنقله الليالي |
|
ويهديهِ الغدُوُّ إلى الرّواحِ |
على جَدَث تشبّث من لُؤيٍّ |
|
بينبوع العبادة والصّلاحِ |
فتىً لم يروَ إلاّ من حلال |
|
ولم يك زاده غير المباحِ |
ولا دَنِسَت له أُزُرٌ بعار |
|
ولا عَلِقَت له راحٌ براحِ |